يعمد بعض الشبان والرجال في السعودية إلى عدم تسجيل اسماء امهاتم وشقيقاتهم وزوجاتهم الصريحة على هواتفهم الجوالة "حماية لهن" في حال تعرضت تلك الهواتف للسرقة أو الضياع، غير أن هناك شريحة أخرى في المجتمع ترفض هذا التصرف وتجد فيه تقليلا من شأن المرأة وعدم الوثوق فيها معتبرين أن الحفاظ على العرض لا يكون بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب الذي يمس باحترام المرأة ويقلل من قدرها بحسب رأيهم.
ويقول الشاب أحمد القحطاني أنه لا يسجل اسماء قريباته الحقيقية في جواله حيث يعمد لاستخدام أسماء أو ألقاب لقريباته ومن ثم تسجيلهن بالقائمة على أساس صفات مميزة بالشخصية، فمثلا قد يختار لاسم "هدى" لقب "هدية العمر" وأخته الكبرى يرمز لها بحرف "خ " متبوعا بكلمة "الكبرى".
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "اليوم" السعودية الجمعة 11-7-2008 يرفض الطالب عبدالله تسمية أخواته وقريباته بأسمائهن في قائمة الأسماء بالجوال ويبرر ذلك بقوله: إن عدم تسميتي لهن بأسمائهن الصريحة ماهو إلا غيرة عليهن وحفاظا من أن يسرق الجوال أو يضيع ويكون في أيدي أشخاص لا يعرفون الحرمات ولا يتقون الله وأكون حينها قد عرضت قريباتي لمواقف وأمور هن في غنى عنها لمجرد أني أفصحت وسجلتهن بأسمائهن الحقيقية".
وعن كيفية تسميته قريباته في قائمة الأسماء يقول عبدالله: أعمد إلى تسجيل قريباتي برموز معينة موجودة في الجهاز، فعلى سبيل المثال والدتي أرمز لها برمز النجمة وأختي الكبرى برمز المربع وباقي أخواتي اختار لهن من الرموز ما بين علامة الاستفهام والتعجب أو النقطة والفاصلة".
ويرى أبو مروان أنه من الضروري عدم تسجيل أسماء النساء في قائمة الجوال، مشيرا إلى أنه يسمي زوجته بـ" أم الأولاد" أو "الأهل"، وأضاف: "حقيقة أغلب أصدقائي هم كذلك يسجلون أسماء زوجاتهم بلقب (الأهل) وإذا سألهم احد أين أنتم وكانوا برفقة الزوجة يجيبون أنا مع الأهل ولا يقولون مع زوجتي"، وبالنسبة لبناته، يقول أبومروان: " لدي ابنتان الأولى اسميها الكبرى والثانية الصغرى وهكذا احرص على عدم الافصاح عن أسماء قريباتي الصريحة حفاظا عليهن".
من جهتها تعتبر الباحثة الاجتماعية بدور السالم أن الطفل "يتأثر بوالديه كثيرا ويميل إلى التقليد في كل صغيرة وكبيرة فإذا رأى والده على سبيل المثال لا يفصح عن اسم والدته أمام أحد ولا حتى يقول زوجتي بل يستبدلها بالأهل حينها ينشأ الولد على أن ذكر اسم والدته أو أخواته شيء ممنوع في أسرته ويشب على ذلك، وكذلك يكون في المستقبل والأغلبية تقتنع بما يفعله الوالدان مما يندرج في هذا السياق خاصة إذا قيل للطفل إن ذلك من باب الحفاظ على نساء وبنات العائلة".
وتضيف الباحثة بدور: "هناك عقليات وثقافات تأخذ توجها مختلفا في هذا التصرف وتجد أنه سلوك غير مناسب وغير مهذب وتربي أبناءها على ضرورة احترام وتقدير أخواتهن وعدم الخجل من الإفصاح عن أسمائهن وبالنهاية هذا يعتمد على البيئة التي تربى فيها الطفل فالمؤثرات لها دور كبير في تشكيل ثقافة الطفل وأن تكون له شخصية إما مستقلة عن والده أو ذات الشخصية، ففي أحيان يكون الولد نسخة أخرى من والده في كل شيء وفي أحيانا أخرى يختلف الوضع وهكذا لكل سماته الخاصة وتوجهاته الفكرية التي تكون شخصيته وتميزه عن الآخرين".
المصـدر
__________________
منقول